كيف تجعل قلبك أسرع القلوب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أولاً: أن تفئ إلى واحات الإيمان
هذه الواحات لا توجد فى الصحارى القاحلة، بل مكانها تلك النفوس التى تحولت إلى صحارى لجفافها بسبب ما أصابها من حرارة شمس المادية الحارقة، وحب الدنيا الطاغى فجاءت هذه الواحات لترطب القلوب المتسابقة، وتمدها بأسباب البقاء والنقاء، فليست استراحات عون يحمل فيها القلب زاده الذى يسير به إلى الله، ذلك الزاد الذى بفقده يموت القلب فيخسر السباق، ويتخلف عن الركب ركب عكاشة وأشباه عكاشة، فلا تمر على الأسطر مرور النيام، ولكن حلق بقلبك فوق كل واحة، وتزود منها ثم انطلق إلى الواحة التى تليها.
والآن استعد..الرجاء ربط الأحزمة فنحن على استعداد الهبوط في مطار الواحة الأولى...5...4...3...2...1
الواحة اللأولى:
ذكر الموت
سألنا متسابق فقال: لماذا اخترتم واحة ذكر الموت لتكون أول واحة يأوي إليها التسابقون؟
فلأجبناه وقلنا : لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كذا فعل ، ونحن لا قدوة لنا غيره، ولا اسوة لنا سواهن واسمع معنا ما رواه سهل بن سعد الساعدى، قال سهل: " مات رجل من اصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم ) فجعل أصحاب الرسول (صلى الله عليه وسلم ) يثنون عليه ويذكرون من عبادته ورسول الله ساكت، فلما سكتوا قال: هل كان يكثر ذكر الموت؟ قالوا: لا. قال : فهل كان يدع كثيراً مما يشتهي؟ قالوا: لا. قال: ما بلغ صاحبكم كثيراً مما تذهبون إليه"
. ما سأل رسول الله(صلى الله عليه وسلام ) عن صلاة ولا صدقة ولا صيام، إنما سأل عن الأهم فالمهم: ذكر الموت أولاً ثم بعده كل شئ .. كل شئ.
التسابقون الأذكياء فقط هم الذين يملؤون حقائبهم القلبية من هذه الواحة- الأذكياء - هكذا وصفهم رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ، يقول ابن عمر : " أتيت النبى(صلى الله عليه وسلم) عاشر عشرة، فقام رجل من الأنصار فقال : يا نبى الله من أكيس الناس ؟ قال : أكثرهم ذكراً للموت وأكثرهم استعداداً للموت، أولئك الأكياس ، ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة" .
لكن التسابق الفذ يخشى أن يفارق ذكر الموت قلبه فيجعل عليه قفلاً إيمانياً سضمن عدم تسرب ذكر الموت منه، يعلمنا صناعة هذه الأقفال حدّاد إيماني بارع هو الربيع بن خثيم حيث يقول : " لو فارق ذكر الموت قلبى ساعة واحدة لفسد" .
لكن الشيطان يتحفز فإذا غفل الانسان لحظة سرق المفتاح وتسلل الى القلب فتسرى الغفلة في الاوسال فوجب التنبيه عن طريق برقية من عبد الله بنمسعود جاء فيها:
" إنكم في ممر اليل والنهارن فيآجال منقوصةن وأعمال محفوظة ، والموت يأتي بغتة، من زرع خيراً يوشك أن يحصد رغبة، ومن زرع شراً يوشك أن يحصد ندامة، ولكل زارع مثل ما زرع" .