طلبه الجامعه في عز الامتحانات

الامتحانات.. الشبح الذي يطارد طلبة كل كليات جامعات مصر في نهاية كل تيرم دراسي، بما يتبعه من قلق وتوتر واضطراب..

ففي الوقت الذي انتهت فيه مثلا الجامعة الأمريكية من امتحاناتها منذ ثلاثة أسابيع أو أكثر، فإن معظم جامعات مصر الحكومية والخاصة مازالت تعيش طور الامتحانات..


ليلة الامتحانات.. لا وقت للنوم!"حازم رضا" –أولى علوم جامعة المنصورة- يشكو من منهج مادة الفيزياء، بكل ما فيها من استنتاجات رياضية تفترض دائما أن الطالب قد درس رياضة 2، رغم أن كثير من الطلبة كانوا (علمي علوم).. كما أن ليلة الامتحان تمثل له سهرة طويلة -نومه فيها لا يتعدى ثلاث ساعات- حيث يقضيها في مذاكرة المادة التي لم يستذكر فيها حرفا طوال العام، وتتواصل مذاكرته طوال الطريق من البيت إلى لجنة الامتحانات مرورا بالشارع والمواصلات، وحتى سلالم مبنى كلية العلوم!

"محمد الدسوقي" –تانية حاسبات ومعلومات المنصورة– يشكو من عدم وجود مبنى مخصص لكلية الحاسبات والمعلومات بجامعة المنصورة حتى الآن؛ لذلك فالطلبة مجبرون على أخذ محاضراتهم وأداء امتحاناتهم في مبنى كلية العلوم، مما يتسبب في تأخير مواعيدهم كثيرا.

ويقول "محمد المحجوب" -رابعة هندسة المنصورة- "الامتحانات مش مهمة قوي؛ لأن أهم حاجة عندنا أعمال السنة.. أعمال السنة 100 درجة والامتحان 100 درجة.. وبعدين فيه مشكلة كمان أصعب من الامتحانات.. لازم تنول رضا المعيد اللي عليك.. مع إن معظم الامتحانات بنأخذ الكتاب معانا فيها، مش من باب الغش بس الامتحان نظامه كده open book.. واللي بيراقب علينا بيبقوا زمايلنا، يعني لو عايزين نغش هنغش.. وهنغش ليه أصلا مادام الكتاب معانا"؟!

كتابة سريعة.. سطور كتير.. وقت قصير.. قواعد النجاح في كلية الطب!
أما "علي السيد عطية" –تانية طب المنصورة– فيقول إن الامتحان النهائي أهم من أي شيء آخر، فالميدتيرمات لا تتعدى درجاتها 10 %، لذلك فإن التركيز على امتحانات نهاية الفصل.. وعادة ما يكون 80% من الامتحان يعتمد على "حفظك" للمادة ليس أكثر، لذلك فدورك هو "التسميع".. عليك أن تكتب بسرعة وتكتب كثيرا جدا واضعا في الاعتبار أن الوقت قصير، لكي تجتاز الامتحان!

ويقول "أحمد خاطر" –رابعة طب عين شمس أيضا- الامتحانات مهمة جدا، بس طبعا مش كل حاجة.. الامتحانات آخر التيرم، إذا كان قصدك الامتحانات النظرية.. أما الامتحانات العملية فمستمرة طوال العام..

و في 6 أكتوبر.. الامتحان من التوقعات..
ومن طب المنصورة وعين شمس إلى طب جامعة 6 أكتوبر؛ حيث يقول "حازم النمكي إن الكلية وضعت امتحانات تيرم للمرة الأولى في تاريخ الجامعة، حيث كانت تكتفي بامتحانات نهاية العام في كلية الطب.. "حازم" أبدى دهشته الشديدة من قصر الوقت وطول الامتحان، فأول امتحان كانت مدته ساعة فحسب!

كذلك كان لدى بعض الطلبة الذين يأخذون "دروسا خصوصية" ورق لنماذج الأسئلة المتوقعة للامتحان، رآها "حازم" قبل دخوله لجنة الامتحان، وفعلا فوجئ بكمٍّ كبير من أسئلة الامتحان من التوقعات!

وفي بيطري المنصورة.. الامتياز ممنوع!
وتكشف "هايدي عطية" –تانية بيطري المنصورة– عن حقيقة غير قابلة للتصديق.. تقول إنه منذ أنشئت كلية الطب البيطري بالجامعة لم يسبق أن حصل طالب واحد على درجة "الامتياز".. الامتحانات هنا معقدة وصعبة والأسئلة ملتوية، على عكس ما رأيته العام الماضي حينما كنت في بيطري جامعة جنوب الوادي، فالأسئلة كلها من امتحانات الأعوام الماضية كما أنها من التوقعات.

كتبت أغنية لـ"عمرو دياب" في ورقة الامتحان..
ونجحت!
وحكى لنا "ياسر أديب" واقعة غريبة حدثت العام الماضي في امتحانات الفرقة الثالثة لكلية التجارة، فيقول "الامتحانات حاجة غبية، كل الهدف منها هو إن الدكتور يكون عنده ورقة إني امتحنت الطالب.. الامتحان نظامه كوسة.. شوية ناجحين وشوية ساقطين وشوية امتياز.. الدكاترة بيصححوا في رأس البر، وفيه اللي بيصحح في بيته، ولو فاكر كان فيه تحقيق صحفي عن ورق الامتحانات اللي بيضيع، وطبعا الامتياز يا إما لـ"ابن العميد"، يا إما لـ"ابن الدكتور".. واحد مثلي لا يهمه هذا الكلام الفارغ.. أدخل الامتحان مافيش في دماغي الكلام الفاضي ده.. مرة ماكنتش مذاكر حاجة وكان الامتحان صعب، فنقلت الأسئلة ولكيت شوية وكتبت أغنية "وحشتيني" لـ"عمرو دياب" وجبت 17. يمكن الدكتور كان بيحبها ولا حاجة.. المادة اللي بعدها كنت مذاكرها وكتبت إجابة نموذجية شلتها وجبت 5 من 20"!.. ولا تعليق!

مافيش حد بيسقط في تجارة بورسعيد!
"علاء البنا" –تجارة بورسعيد– قال لنا بالحرف الواحد "يا عم كبر.. امتحانات إيه يا عم؟.. أهم حاجة تسود الورقة عشان الدكتور يفتحها مايعرفش ليها وش من قفا.. مافيش حد بيسقط في تجارة بورسعيد خالص.. سهل جدا تجيب "جيد"!

أما "محمد عادل" –تربية رياضية الهرم- فقال: "أهم حاجة عندنا نسبة الحضور والغياب.. والامتحانات النظرية مش مهمة قوي، أهم حاجة الامتحانات العملية لأن الكتاب النظري بيبقى عامل زي الملزمة حوالي خمسين ستين صفحة! أنا فاكر إن الكتاب لخصته في ورقة وش وظهر".

والامتحانات خلصت من زمان في الـAUC!
ويقول "أحمد عبد الوهاب" –ثالثة هندسة بالجامعة الأمريكية- إنه قد انتهى من امتحاناته في 22 ديسمبر الماضي، فالتيرم الدراسي الأول ينتهي مبكرا لكل طلبة الجامعة الأمريكية، علما بأن التيرم يبدأ مبكرا أيضا.. الامتحانات عادة تتركز في أسبوع واحد، تتوالى فيه امتحانات الكورسات بلا تنسيق بينها، ففي أحد الأيام كان لديه امتحانان، وفي اليوم التالي مباشرة امتحان آخر.. الشيء المختلف هو أن طلبة الجامعة لا يقلقون بنفس القدر من الامتحان النهائي، لأن هذا الامتحان لا يتعدى عادة 30 % من درجة الكورس، نظرا لوجود عديد من الميدترمات –الامتحانات النصفية- التي تتوزع عليها درجات المادة، بالإضافة إلى وجود درجات للمواظبة على حضور المحاضرات والمشاركة داخل الفصول.

وإنت بقى عملت إيه في الامتحانات السنة دي؟